إلى جانب ما تقدم من العلوم التي ظهرت بواسط نجد أن العالم أبو يحيى عماد الدين زكريا بن محمد بن محمود القزويني الذي تحدثنا عنه سابقا كان قد اهتم بعلوم أخرى تحدث عنها في كتابه «عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات» ففي الباب الذي خصصه للمعادن (علم الكيمياء) قسم المعادن إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول هو الفلزات، و النوع الثاني الأحجار، و النوع الثالث أطلق عليه اسم الأجسام الدهنية، ثم تكلم عن نشوء هذه المعادن و خصائصها بصورة مفصلة [1]. و قد اعتمد في ذلك على مؤلفات العلماء السابقين له [2].
هذا و قد اهتم بعض العلماء الأوروبيين بهذا القسم من الكتاب فقام دي ساسيde sacy بطبعه [3] و قام العلامة رسكاruska بدراسة عميقة له في مقال يتميز بالدقة و عمق التحليل [4]. كما قام بترجمة و طبع القسم المتعلق بالأحجار إلى اللغة الألمانية [5].
أما في «علم النبات» فقد سبق القزويني عالم واسطي هو أبو الفضل هبة اللّه بن عبيد اللّه بن محمد الواسطي (ت قبل سنة 576 ه/ 1180 م) الذي صنف كتابا في صفات الأشجار و الأعشاب و الأزهار و الثمار، قال السلفي: رأيت الكتاب و نقلت منه [6].
[1] عجائب البلدان، 243- 281 (نشر دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثانية، 1977).
[2] عجائب البلدان، 243- 281. كراتشكوفسكي، تاريخ الأدب الجغرافي العربي، ق 1، 365.
[3] كراتشكوفسكي، تاريخ الأدب الجغرافي العربي، ق 1، 366.