بتعليلات طبيعية و جيولوجية [1]. و قد نقل القزويني في هذا الكتاب الكثير مما كتبه من سبقه من الجغرافيين العرب و غيرهم [2]. و مما تجدر الإشارة إليه هو أن بعض المعلومات في كتابه السابق كانت قد تكررت في كتابه هذا [3].
و هذا الكتاب حمل ستركstreck على القول: إن كتابه هذا يعتبر ذا أهمية كبرى، و يمكن اعتباره أحسن ما كتبه العرب في العصور الوسطى بالنسبة لهذا الحقل من الدراسة. و قد قال: «و من بين جميع الجغرافيين العرب يمكن اعتبار القزويني هيرودوت العصور الوسطى، أو اعتباره بليني العرب» [4].
5- العلوم العقلية
أ- الطب و الصيدلة:
لقد أسهمت واسط في هذا العلم منذ إنشائها سواء بواسطة المؤلفات الطبية التي صنفها أطباء هذه المدينة، أو تدريس الطب فيها، فقد أشارت المصادر إلى أن «تياذوق» (ت 90 ه/ 708 م) طبيب الحجاج بن يوسف الثقفي الخاص، كان بارعا في الطب، و كان الحجاج يعتمد عليه و يثق بمداواته، صنف لابنه «كناش» كبير، و كتاب «إيدال الأدوية و كيفية دقها و إيقاعها و إذابتها» و كتاب «تفسير أسماء الأدوية» [5].
[5] ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء، 181. القفطي، تاريخ الحكماء، 105، البلاذري، 3/ 243، 244. ابن كثير، البداية و النهاية، 9/ 80. أما في أقواله في الطب و هي من وصاياه الصحية إلى الحجاج، فانظر: ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء، 179- 181.