لقد تم تدريس العلوم الدينية و اللغوية في المساجد الجامعة بواسط قبل نشوء المدارس فيها، و قد شهدت المساجد نشاطا علميا واسعا في هذا المجال [1]، و قد ظلت هذه المساجد تؤدي وظيفتها العلمية، و استمرت في نشاطها العلمي حتى بعد نشوء المدارس و انتشارها في هذه المدينة [2]. و من الممكن أن ندرك النشاط العلمي الواسع لهذه المساجد من كثرة القراء و المحدثين و الفقهاء و الخطباء و تلامذتهم بواسط.
لقد أشارت المصادر إلى النشاط العلمي في أول جامع انشئ بواسط الذي أطلق عليه المؤرخون اسم «جامع واسط» [3] إلا أنه من المرجح أن
[2] يقول ابن الدبيثي: «إن أبا شجاع محمد بن منجح بن عبد اللّه الفقيه الواعظ (ت 581 ه) قدم واسط و وعظ، و كان ظريفا فسألوه أن يجلس في الأسبوع مرتين، فكان كلما عين يوما احتجوا بأن القراء لا فراغ لهم فيه إلى أن سمى أيام الجمعة، ثم أطرق مليا و قال: «لو عرفت هذا كنت جئتكم بيوم من بغداد».
المختصر المحتاج إليه، 1/ 143، 144.
[3] انظر مثلا: السلفي، معجم السفر (مخطوطة) ورقة 150 أ: ذيل (مخطوطة) ج 1، ق 1، ورقة 3، ج 2، ق 2، ورقة 159، 210، 215، ورقة 128 (كيمبرج).