يؤلف المسلمون الغالبية العظمى من سكان مدينة واسط، و بما أن هذه المدينة أنشئت في الأصل لسكنى الجند الشامي في العراق- كما سبق أن أشرنا- فإن سكان واسط طيلة فترة العصر الأموي كانوا من السنة.
و بعد أن انتقل الحكم إلى العباسيين نجد ما يشير إلى وجود أنصار للعلويين بمنطقة واسط، فقد ذكر ابن الأثير أنه في سنة 303 ه/ 915 م، ظهر رجل بالجامدة [1] ادعى أنه علوي و كان معه جماعة فقتلوا عاملها و نهبوها و أخذوا من دار الخراج أموالا كثيرة، إلا أن حركته فشلت بعد ظهوره بفترة يسيرة و قتل مع قسم من جماعته و أسر الباقون [2].
و في نفس هذه السنة ثار رجل من الطالبيين- في منطقة واسط و انضم إليه جماعة، و بعد أن فشلوا في الاستيلاء على ثلاث شذوات [3] كانت مرسلة من قبل صاحب فارس و الأحواز و البصرة إلى بغداد، هاجموا مدينة
[1] الجامدة: قرية كبيرة من أعمال واسط بينها و بين البصرة. معجم البلدان، 2/ 95.