قاصدين الأحواز لملاقاته، أمر ابن بقيّة بقتل «ابن العروقي» صاحب الشرطة بواسط لعدم الاطمئنان إليه [1].
إن معلوماتنا عن الشرطة بواسط في الفترة التاريخية التي نحن بصدد دراستها قليلة، حيث إننا لا نعلم شيئا عن تنظيمهم أو عددهم أو ما يدفع لهم من رواتب، و أغلب الظن أن سبب ذلك يرجع إلى أن هذه المدينة اتخذت في هذه الفترة مركزا لتجمع الجيوش العباسية و البويهية، و ذلك للقضاء على الفتن و الاضطرابات التي كانت تحدث في البطائح و البصرة و المشرق [2]، فلا بدّ أن مسؤولية حفظ النظام و إشاعة الاستقرار أصبحت مشتركة بين الجيش و الشرطة و إن لم تشر المصادر إلى ذلك صراحة، فتقلص نفوذ الشرطة في هذه المدينة و أصبح دورهم ثانويا. ثم إنه نظرا لكثرة الأحداث السياسية في هذه المدينة في هذا العصر نجد أن المؤرخين اهتموا بتدوين هذه الأحداث، مما أدى إلى طغيان أخبارها على أخبار الجوانب الإدارية [3].
الشحنة:
عندما دخل السلاجقة بغداد سنة 447 ه/ 1055 م استحدثوا في مدن العراق المختلفة وظيفة جديدة كان يسمى القائم بها شحنة [4]. و يظهر أن
[4] انظر: البنداري، دولة آل سلجوق، 227. ابن خلدون، تاريخ 3/ 477. حسين أمين، تاريخ العراق في العصر السلجوقي، 201. مصطفى جواد، أولية الشرطة، مجلة الشرطة، عدد 1، 1963، ص 22. و يقول الدكتور مصطفى جواد «و اشتق من-