و عندما أنشئت عاصمة الخلافة بغداد سنة 149 ه/ 766 م أصبحت مدينة واسط تابعة لبغداد من الناحية الإدارية، و قد ظلت واسط تتبع بغداد إداريا طيلة العصر العباسي خلا بعض الفترات‌ [1]، علما بأن هناك مدنا في العراق و الجزيرة قد استقلت عن بغداد مثل الموصل‌ [2]، و تكريت‌ [3]، و أربيل‌ [4]، و حديثة [5]، و الحلة [6]، و الأحواز [7].

و مما لا شك فيه أن أهمية واسط الاقتصادية و العسكرية هي التي أدت إلى اهتمام العباسيين، و من ثم البويهيين، و السلاجقة بها، كما أن سلطات الولاة المالية و العسكرية في هذه المدينة كانت محدودة لا تساعدهم على الاستقلال عن بغداد.

4- الوظائف الإدارية بواسط:

الوالي: لقد أشارت المصادر إلى ولاة واسط في الفترة (132- 324 ه/ 749- 935 م) [8] إلا أن هذه المصادر لم تزودنا بأية معلومات عن كيفية اختيار هؤلاء الولاة و تعيينهم. أما عمل هؤلاء الولاة فكان يقتصر على قيادة جيش الولاية و حفظ الأمن و النظام فيها [9].

[1] انظر: الفصل الأول.

[2] مسكويه، تجارب الأمم، 1/ 366. أبو شجاع، ذيل تجارب الأمم، 179. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 9/ 75.

[3] الغساني، العسجد المسبوك، 207 (المطبوع).

[4] سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان، ج 8، ق 2، ص 680.

[5] ن. م، ج 8، ق 2، ص 401. الغساني، العسجد المسبوك، 210 (المطبوع).

[6] ابن الجوزي، المنتظم، 9/ 132.

[7] سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان، ج 8، ق 2، ص 680.

[8] انظر: بحشل، تاريخ واسط، 112. ابن قتيبة، الإمامة و السياسة 2/ 131. وكيع، أخبار القضاة، 3/ 312. طبقات ابن سعد، ج 7، ق 2، 63. الطبري، 7/ 636، 8/ 530، 9/ 363، 534، 539، 10/ 77. الصابي، الوزراء، 49،: 149. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 5/ 564، 7/ 315. ابن الجوزي، المنتظم، 6/ 24، 182.

[9] الطبري، 8/ 530، 9/ 534.