فقلت له: يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه!
فقال (عليه السلام): يا سلمان، خشي أن آمر فيه بأمر.
ثمّ قبض على يديّ، و سار على وجه الماء، و الفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد فو اللّه ما ابتلّت أقدامنا و لا حوافر الخيل، فعبرنا إلى ذلك البحر، و وقعنا [1] إلى جزيرة كثيرة الأشجار و الأثمار و الأطيار و الأنهار، و إذا شجرة عظيمة بلا ثمر، بل ورد و زهر.
فهزّها بقضيب كان في يده، فانشقّت و خرجت [2] منها ناقة طولها ثمانون ذراعا، و عرضها أربعون ذراعا، و خلفها قلوص [3]، فقال لي: ادن منها و اشرب من لبنها، فدنوت منها و شربت حتّى رويت، و كان لبنها أعذب من الشهد و ألين من الزبد و قد اكتفيت.
[3] في البحار: (فصيل). و القلوص: الناقة الشابّة بمنزلة الجارية من النساء و جمعها قلص، و جمع القلص بالكسر و قلائص. و قيل لا تزال قلوصا حتّى تصير بازلا. و عن العدويّ القلوص: أوّل ما يركب من إناث الابل إلى أن يثنى، فإذا أثنت فهي ناقة (انظر مجمع البحرين 3: 541- 542).