نام کتاب : نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة(ع) نویسنده : الطبري الصغير، محمد بن جرير جلد : 1 صفحه : 213
قال: فضحك المنافقون، و قالوا: إنّ الذين حضروا العقد حشر من الناس، و إنّ محمّدا سيضع طعاما لا يكفي عشرة اناس، فسيفتضح محمّد اليوم.
و بلغ ذلك إليه، فدعا بعمّيه حمزة و العباس، و أقامهما على باب داره و قال لهما: أدخلا الناس عشرة عشرة. و أقبل على عليّ و عقيل فأزرهما ببردين يمانيين، و قال: انقلا على أهل التوحيد الماء، و اعلم- يا عليّ- أنّ خدمتك المسلمين أفضل من كرامتك لهم.
قال: و جعل الناس يردون عشرة عشرة، فيأكلون و يصدرون حتّى أكل الناس من طعامه ثلاثة أيام، و النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يجمع بين الصلاتين: الظهر و العصر، و المغرب و العشاء الآخرة.
و جعل الناس يصدرون، فعندها قال النبيّ: أين عمي العباس؟ فأجابه: لبيك يا رسول اللّه.
قال النبيّ: يا عم، مالي أرى الناس يصدرون و لا يردون؟!
قال: يا ابن أخي، ما في المدينة مؤمن إلا و قد أكل من طعامك، حتى أنّ جماعة من المشركين دخلوا في عداد المؤمنين، فأحببنا أن لا نمنعهم ليروا ما أعطاك اللّه تعالى من المنزلة العظيمة و الدرجة الرفيعة.
قال النبيّ: يا عمّ، أ تعرف عدد القوم؟
قال: لا علم لي، و لكن إن أردت أن تعرف عدد القوم فعليك بعمّك حمزة.
فنادى النبيّ: أين عمي حمزة؟ فأقبل يسعى، و هو يجر سيفه على الصفا- و كان لا يفارقه سيفه شفقة على دين اللّه- فلما دخل على النبيّ رآه ضاحكا، فقال له النبيّ: مالي أرى الناس يصدرون و لا يردون؟
قال: لكرامتك على ربّك، اطعم الناس من طعامك حتّى ما تخلّف عنه موحّد و لا ملحد.
قال: كم طعم منهم؟ هل تعرف عددهم؟ قال: و اللّه، ما شذّ عليّ رجل واحد، أكل من طعامك في أيامك تلك بعدة ثلاثة آلاف و عشرة اناس من المسلمين، و ثلاثمائة رجل من المنافقين. فضحك النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) حتّى بدت نواجدة.
ثمّ دعا بصحاف، و جعل يغرف فيها و يبعث به مع عبد اللّه بن الزبير و عبد اللّه بن عقبة إلى بيوت الأرامل و الضعفاء و المساكين من المسلمين و المسلمات، و المعاهدين و المعاهدات، حتّى لم يبق يومئذ بالمدينة دار و لا منزل إلّا أدخل إليه من طعام النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله).
ثمّ نادى: هل فيكم رجل يعرف المنافقين؟ فأمسك الناس، فنادى الثانية فلم يجبه أحد، فنادى:
نام کتاب : نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة(ع) نویسنده : الطبري الصغير، محمد بن جرير جلد : 1 صفحه : 213