نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 110
للسلطان هولاكو خان، فأنفذه إلى العراق، فحضر الحلة، فاجتمع عنده فقهاؤها، فأشار إلى الفقيه نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد فقال: من أعلم هؤلاء الجماعة؟ فقال: كلهم فاضلون علماء، و إن كان واحد منهم مبرزا في فن كان الآخر منهم مبرزا في فن آخر. فقال: و من أعلمهم بالأصولين؟ (أصول العقائد و أصول الفقه) فأشار الى والدي سديد الدين يوسف بن المطهر و الى الفقيه مفيد الدين محمد بن جهم، فقال: هذا أعلم الجماعة يعلم الكلام و أصول الفقه، فتكدر الشيخ يحيى بن سعيد، و كتب الى ابن عمه أبي القاسم (المحقق) يعتب عليه، و أورد في مكتوبة أبياتا و هي:
لا تهن من عظيم قدر و إن كنت * * * مشارا إليه بالتعظيم
فالكبير اللبيب ينقص قدرا * * * بالتعدي على اللبيب الكريم
كيف ذكرت ابن المطهر و ابن الجهم و لم تذكرني؟ فكتب إليه يعتذر إليه و يقول: لو سألك الخواجة مسألة في الأصولين ربما وقفت و حصل لنا الحياء [1].
و بعد، هذه خلاصة سريعة عن عصر المحقق و الأحداث الكبيرة التي حصلت في هذا العصر، و الكارثة التي أحلت بالمسلمين فيه، و دور علماء الشيعة و من أبرزهم المحقق الحلي- (رحمه الله)- في الحد من هذه الكارثة و إنقاذ ما كان يمكن إنقاذه من دماء المسلمين و أعراضهم و تراثهم من الغزو المغولي.
و الآن بعد هذه الدراسة التمهيدية السريعة ندخل إن شاء الله في الآفاق الرحبة المباركة لحياة المحقق الحلي- (رحمه الله).