قال الصدوق (رحمه الله): ذكر ما وجد على قبر دعبل مكتوبا، سمعت أبا نصر محمد بن الحسن الكرخي الكاتب يقول: رأيت على قبر دعبل بن علي الخزاعي مكتوبا:

أعد اللّه يوم يلقاه‌ * * * دعبل أن لا إله الا اللّه‌

يقولها مخلصا عساه بها * * * يرحمه في القيامة اللّه‌

اللّه مولاه و الرسول و من‌ * * * بعدهما فالوصي مولاه‌ [1]

أقول: و قد رثى الحسين بن علي (عليهما السلام) جماعة كثيرة من الشعراء بحيث لو انتخب و جمع أناف على مجلدات كثيرة.

و في مقاتل الطالبيين: قال أبو الفرج الأصبهاني: و قد رثى الحسين (عليه السلام) جماعة من متأخري الشعراء أستغني عن ذكرهم في هذا الموضع كراهية الاطالة، و أما ما تقدم (من تقدم خ ل) فما وقع إلينا شي‌ء رثي به و كانت الشعراء لا تقدم على ذلك مخافة من بني أمية و خشية منهم- انتهى‌ [2].

و لنعم ما قال الصاحب بن عباد:

إن خير المداح من مدحته‌ * * * شعراء البلاد في كل ناد

و لنختم هذا الفصل برثاء فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها).

روى الشيخ ابن شهرآشوب عن أمالي المفيد النيسابوري «ره» أن ذر النائحة رأت فاطمة (عليها السلام) فيما يرى النائم أنها وقعت على قبر الحسين (عليه السلام) تبكي و أمرتها أن تنشد:

أيها العينان فيضا * * * و استهلا لا تغيضا

و ابكيا بالطف ميتا * * * ترك الصدر رضيضا

لم أمرضه قتيلا * * * لا و لا كان مريضا [3]

[1] عيون أخبار الرضا 2/ 267.

[2] مقاتل الطالبيين: 122.

[3] المناقب 4/ 63.