نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 154
يتوضأ و بين يديه طست فبكى حتى ملأه من دموعه. و لم يبق بمكة إلا من حزن لمسيره، و لما أكثروا عليه أنشد أبيات أخي الأوس:
سأمضي فما في الموت عار على الفتى * * * إذا ما نوى خيرا و جاهد مغرما
و آسى الرجال الصالحين بنفسه * * * و فارق مثبورا و خالف مجرما
و إن عشت لم أذمم و إن مت لم ألم * * * كفى بك ذلا أن تعيش و ترغما
ثم قرأ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً[1].
فصل (خرج الحسين (عليه السلام) من مكة متوجها إلى العراق)
يوم التروية مبادرا بأهله و ولده و من انضم إليه من شيعته و هم اثنان و ثمانون رجلا كما في مطالب السئول [2] و غيره، و لم يكن خبر مسلم قد بلغه لخروجه في يوم خروجه على ما ذكرناه.
و في كتاب المخزون في تسلية المحزون: جمع الحسين (عليه السلام) أصحابه الذين قد عزموا على الخروج معه إلى العراق و أعطى كل واحد منهم عشرة دنانير و جملا يحمل عليه رحله و زاده، و رحل عن مكة يوم الثلاثاء يوم التروية لثمان مضت من ذي الحجة و معه اثنان و ثمانون رجلا من شيعته و محبيه و مواليه و أهل بيته. انتهى [3].
و روي عن الفرزدق الشاعر قال: حججت بأمي في سنة ستين، فبينا أنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم إذ لقيت الحسين خارجا من مكة معه أسيافه و تراسه [4] فقلت: لمن هذا القطار؟ فقيل: للحسين بن علي (عليه السلام). فأتيته
[1] تذكرة الخواص: 240، و الآية في سورة الأحزاب: 38.