نام کتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) نویسنده : الزرندي، محمد بن عز الدين جلد : 1 صفحه : 55
و عن أنس (رضى اللّه عنه) أيضا قال: كنت أمشي مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و عليه برد نجواني غليظ لحاشية فأدركني أعرابي فجذبه يراد به جذبة شديدة حتّى نظرت إلى صفحة عاتق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قد أثّر بها حاشية البرد من شدّة جذبه ثمّ قال: يا محمّد مر لي من مال اللّه الذي عندك؟ فالتفت إليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ثمّ ضحك ثمّ أمر له بعطاء[1]
. و روى أبو هريرة (رضى اللّه عنه) قال: قيل يا رسول اللّه ادع على المشركين قال: إنّي لم أبعث لعانا و إنّما بعثت رحمة[2]
. و عن ابن مسعود (رضى اللّه عنه) قال: قسم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قسما فقال: رجل ما أريد بهذا وجه اللّه فأتيت النبي فذكرت ذلك فتغيّر وجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ثمّ قال: «يرحم اللّه موسى فقد أوذي بما هو أشدّ من هذا فصبر»[3]
. ذكر تواضعه (صلّى اللّه عليه و سلّم)
روي عن ابن عباس (رضى اللّه عنه) أنّه كان يحدث أن اللّه تعالى أرسل إلى نبيّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ملكا من الملائكة معه جبرئيل فقال الملك: يا رسول اللّه إنّ اللّه يخيّرك بين أن تكون عبدا نبيا و بين أن تكون ملكا نبيّا، فالتفت رسول اللّه إلى جبرئيل كالمستشير له فأشار جبرئيل بيده أن تواضع فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «لا بل عبدا نبيّا فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتّى لحق باللّه»[4]
. و عن عائشة (رض) قالت: «قال رسول اللّه: لو شئت لسارت معي جبال الذهب جاءني ملك إنّ حجزته لتساوي الكعبة فقال: إنّ ربّك يقرأ عليك السلام و يقول: إن شئت نبيّا عبدا و إن شئت نبيّا ملكا فنظرت إلى جبرئيل (عليه السلام) فأشار إليّ أن ضع نفسك فقلت نبيّا عبدا» قالت: فكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بعد ذلك لا يأكل متكئا و يقول: «آكل كما يأكل العبد و أجلس كما
[1]- مسند أحمد: 3/ 153 و فيه: فجبذه جبذة- عنق رسول اللّه.