السمط الثاني من الكتاب‌

و هو يشتمل على قسمين:

قسم في مناقب سيّدة النساء الزهراء البتول، فاطمة زوجة علي المرتضى، و قرّة عين الرسول (صلّى اللّه عليه و سلّم).

و قسم يشتمل على مناقب ولديهما السيّدين السندين، السعيدين الشهيدين، الرضيين المرضيين، سيّدي شباب أهل الجنّة، السبطين أبي محمد الحسن، و أبي عبد اللّه الحسين المخصوصين بكرامة الاحساء و الاصطفاء، و الداخلين مع أبيهما و أمّهما و جدّهما تحت العباء، المطهّرين من أنجاس الأرجاس، المبرأين من أدران الميل إلى الدنيا و الأدناس، و على طرف من مآثر أولادهم الأتقياء المخصوصين بالانتساب إلى الحضرة النبوية، و شرف الانتماء للعترة الذين خصّهم اللّه تعالى بالكرامة و الزلفى، و أوردهم من مناهل لطفه و مشارع فضله و عطفه المشرب الأعذب و المورد الأصفى، و الاسرة الطاهرة النقية، و العصبة العلويّة، المطهّرين من كلّ رذيلة و دنية، المتحلّين بكلّ فضيلة جليلة و منقبة سنية، فصلوات اللّه و سلامه و تحيّاته على محمّد و آله و ذوي قرابته و على جميع الأنبياء و المرسلين و الكلّ و صحابته، صلاة و سلاما دائمين بدوام اللّه تعالى عدد مخلوقاته و رضى نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته.

[القسم الأول في مناقب و فضائل فاطمة الزهراء (عليها السلام)‌]

فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و رضي عنها، و أمّها خديجة بنت خويلد، و قد ولدت خديجة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) غير فاطمة غلامين و ثلاث بنات: القاسم و عبد اللّه، و أمّ كلثوم، و زينب، و رقيّة [1].

ولدت فاطمة (رض) سنة بنت قريش الكعبة قبل النبوّة، و قيل بعد النبوّة بخمس‌

[1]- السيرة النبوية لابن هشام: 1/ 198- 203، و دلائل النبوة للبيهقي: 2/ 68- 70.