شعره (عليه السلام)
فما حفظ عنه من وثيق العبارات و دقيق الإشارات قوله:
و كن معدنا للحكم و اصفح عن الأذى * * * فإنّك لاق ما عملت و سامع
و أحببت إذا أحببت حبّا مقاربا * * * فإنّك لا تدري متى الحبّ راجع [1]
و له (رضى اللّه عنه):
دنيا تخادعني كأنّي * * * لست أعرف حالها
مدت إليّ يمينها * * * فقطعتها و شمالها
ذمّ الإله حرامها * * * و أنا اجتنبت حلالها
و رأيتها محتاجة * * * فتركت جملتها لها [2]
و له أيضا ممّا رواه الأصمعي عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين عنه (عليهم السلام):
عش موسرا إن شئت أو معسرا * * * لا بدّ في الدنيا من الغمّ
دنياك بالأحزان مقرونة * * * لا تقطع الدنيا بلا همّ
حلاوة دنياك مسمومة * * * فلا تأكل الشهد إلّا بسمّ
محامدك اليوم مذمومة * * * فلا تكسب الحمد إلّا بذمّ
إذا تمّ أمر بدا نقصه * * * توق زوالا إذا قيل تمّ
إذا كنت في نعمة فارعها * * * فإنّ المعاصي تزيل النعم
و داوم عليها بشكر الإله * * * فإنّ الإله سريع النقم [3]
[1]- ذكرهما ابن الصباغ في الفصول المهمة: 100، و نور الأبصار: 84 بزيادة بيت:
و أبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا * * * فانّك لا تدري متى البغض رافع
[2]- بحار الأنوار: 66/ 85/ ح 47 عن أنوار العقول.
[3]- ذكرها ابن الصباغ في الفصول المهمّة: 100 مع زيادة بيتين و هما:
فإن تعط نفسك آمالها * * * فعند مناها تحلّ الندم
فكم عاش في نعمة * * * فما حسّ بالموت إلّا هجم