نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 143
بركة، كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة أين البول الذي كان في القدح؟
قالت: شربته قال: صحة يا أم يوسف فما مرضت قط، حتى كان مرضها الذي ماتت فيه رواه عبد الرزاق في مصنفه. و أبو داود متصلا عن ابن جريج، عن حكيمة عن أمها أميمة.
و صحح ابن دحية أنهما قصتان وقعتا لامرأتين و قد وضح أن بركة أم يوسف غير بركة أم أيمن، و هو الذي ذهب إليه البلقيني قلت: و حكيمة المذكورة بضم الحاء المهملة و فتح الكاف مصغر كما في التبصير و غيره تابعية، و في الاصابة عن أبي نعيم: لم يرو عنها إلا ابن جريج و نحوه في مختصر التهذيب، فإنه لم يذكر لها راويا سواه، و في مرقاة الصعود للسيوطي: لم يرو عن حكيمة إلا ابن جريج. زاد الذهبي: روي عنها بصيغة عن أي و هو مدلس فيتقي من حديثه ما عنعن فيه. و كذا لأبي داود و أبي نعيم. لكن في الإستيعاب و جامع الرّعيني بصيغة التحديث. فإن ثبت، فلم يبق إلا الجهل بحكيمة فقد قال الذهبي في الميزان: في ترجمة حكيمة: غير معروفة، قال الزرقاني المالكي على قوله (عليه السلام) لها:
صحة بكسر الصاد و النصب أي جعله اللّه صحة، أو الرفع أي ما شربته صحة أي سبب لها.
و فيه إن قول ذلك مستحب للشارب، و يقاس عليه الأكل. و حكمته: أنه يخشى منهما السقم و نحوه كما قيل:
فإن الداء أكثر ما تراه * * * يكون من الطعام أو الشراب
ا ه منه ص 268 من الجزء الرابع.
و قال الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء على الحديث المذكور ص 451 من الجزء الأول ما نصه: في قوله (عليه السلام): صحة. ما يدل على أن الدعاء به بعد الشرب سنة لا بدعة ا ه ثم وجّه بما سبق عن الزرقاني، و أنشد البيت المذكور أيضا. و في حاشية النور على الشبراملسي على المواهب على قوله: صحة أيضا: يؤخذ منه أن قول صحة سنة، و ينبغي أن يكون مثل الشرب الأكل ا ه.
و قال الإمام أبو عبد اللّه محمد بن الحاج العبدري المالكي في المدخل ص 196 من الجزء الأول: قول: صحة لمن يفرغ من الشرب، و إن كان دعاء حسنا، فاتخاذه عند الشرب بدعة. فإن قيل: إن النبي (صلى الله عليه و سلم) قال لأم أيمن، لما أن شربت بوله: صحة فهذا ليس فيه حجة، فإنه لم يكن ثم ماء يشرب، و إنما هو البول و هو إذا شرب عاد بالضرر، فقال (عليه السلام): صحة لينفي عنها ما تتوقعه، مما جرت به العادة من بول غيره بخلاف شرب الماء. و يدل على ذلك أنّه لم ينقل عنه (عليه السلام) هذا اللفظ في غير هذا الموطن، و لا عن أحد من الصحابة و السلف فلم يبق إلا أن يكون بدعة ا ه و هو وجيه، إلّا أن آداب الإسلام لا تنافي التهنئة بالشراب و الأكل. و قول صحة للشارب جرت مجرى الليل و النهار، في المغرب الأوسط، حتى ربما كنت أستثقل هناك الشراب لأجل تهافتهم على تهنئة الشارب بها من أفواه جميع من حضر. و في الحجاز و مصر يقولون: هنيئا مريئا. و ربما يقام
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 143