نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 97
كما ينبغي الدعاء ، فإنّ حقيقة الدعاء هو الشعور بفقر الإنسان إلى فضل الله تعالى ، وهذا الوعي لحاجة الإنسان وفقره إلى فضل الله تعالى ورحمته هو أساس الطلب والسؤال من الله تعالى في الدعاء .
فالدعاء ـ إذن ـ بشكله الصحيح والواعي يتطلّب إحساساً واعياً وعميقاً بالفقر والحاجة إلى فضل الله ورحمته ، والشكر يمكّن الإنسان من وعي هذين الأمرين معاً : وعي الفقر الصاعد ، ووعي الرحمة النازلة . ولذلك نجد أنّ الأدعية تبتدئ غالباً بالحمد والشكر ، والتذكير لنعم الله تعالى وفضله ورحمته على عباده .
المقارنة بين النسق الصاعد والنازل في العلاقة بالله تعالى
ومن الوسائل النافعة في الكف من غلواء ( الأنا ) وتعبيده لله تعالى هو المقارنة بين العمل الصاعد من العبد إلى الله تعالى والرحمة النازلة من لدن الله تعالى على عبده .
فإذا أنعم الإنسان النظر في هذه المقارنة امتلأت نفسه بإحساس عميق بالحياء من الله تعالى لما صدر منه ، ويختفي الأنا في نفسه ويضمر ، ويبرز في نفسه الإحساس بالحياء من الله والشعور بعظم فضل الله تعالى ورحمته عليه ، وهو من أهم العوامل النفسية في كف غلواء الأنا في العلاقة بالله تعالى .
وقد كان أحد الصالحين يعبّر عن هذا المعنى في هذه الكلمة المؤثرة : ( اللّهم نستغفرك ممّا نرفعه إليك ونحمدك على ما تنزله علينا ) .
وقد ورد ذكر هذا المعنى في النصوص الإسلامية كثيراً . ففي دعاء ( الافتتاح ) المروي عن الإمام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه ) ، والذي يألَف المؤمنون قراءته في ليالي شهر رمضان :
( الحمد لله الذي يجيبني حين أناديه ، ويستر علي كل عورة وأنا أعصيه ،
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 97