نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 70
ماله في ارتكاب جريمة فيعاقب ويغرم ، فإنّ هذا الإنسان ليس فقط يخسر رأس ماله ، وإنّما ينقلب رأس ماله إلى وبال عليه .
ثمّ يقول القرآن الكريم عنهم ثالثاً : ( فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ) ، وهذه الحالة تخصّ يوم القيامة ، وهي حالة ( الحَبْط ) الكامل في الآخرة وحالة ( انعدام الوزن ) : ( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ) .
وحالة ( الحَبط ) في مقابل أصلٍ لله : ( البقاء ) و ( الثبات ) للأعمال في يوم القيامة ، والذي يشير إليه القرآن في كثير من آياته : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) ، ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلاَ يِظْلِمُ رَبّكَ أَحَداً ) ، [ الكهف : 48 ] .
وبموجب هذه الحالة لا ينعدم شيءٌ من العمل من خيرٍ أو شرٍ يصدر عن الإنسان يوم القيامة ، وهذا أصلٌ كونيٌّ من الأصول الكونيّة التي يشرحها القرآن في تبيان سنن الله تعالى .
إلاّ أنّ ( الكفر ) و( الانحراف المركب ) النابع من العُجب يؤدّي إلى حبط الأعمال يوم القيامة : ( فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ) ، وأصل ( الحَبط ) في مقابل أصل الثبات.
كما يؤدّي الكفر والانحراف المركب إلى حالة ( انعدام الوزن ) يوم القيامة : ( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ) . وبالوزن يوم القيامة يستقر الإنسان في رحمة الله ورضوانه ، وإذا فقد الإنسان الوزن يوم القيامة فلا يستطيع أن يستقر في رحمة الله .
أرأيت لو أنّ الإنسان فقد ( الوزن الفيزياوي ) في الدنيا على وجه الأرض هل يستطيع أن يستقر فيها أو يبني لنفسه حياة فيها ، كذلك انعدام الوزن يوم القيامة .
علاج العجب
في حياة الإنسان مصدران للابتلاء : ( الهوى ) و( الأنا ) وكلٌّ منهما سبب لسقوط الإنسان وهلاكه .
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 70