نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 65
سابقتها .
ويأتي بعد هذه المرحلة مرحلة ( العتاب ) و( الاعتراض ) المكتوم على الله إذا لم تتحقّق توقّعات الإنسان كما يريد ، وكما يرى أنّه يستحقها من الله تعالى ، عندئذ يضمر العتاب والاعتراض في نفسه على الله تعالى ، وهو على حدّ الكفر بالله تعالى وهو أقبح من سابقه .
ويأتي بعد هذه المرحلة مرحلة ( المَنّ ) على الله ، فإنّ الإنسان إذا تمادى في شعوره هذا يستدرجه الشيطان إلى الإحساس بالمَنِّ على الله ، فيتصوّر أنّه قد أفاد دين الله ، ونفع رسالة الله ، وأدّى خدمة إلى الله تعالى ، وهو من أقبح أنواع العجب ، وهو على حدّ الكفر بالله تعالى كما ذكرنا ، أو من الكفر بالله ، أعاذنا الله تعالي منه .
أسباب العجب :
العجب يتكوّن من عنصرين : الانبهار بـ (الأنا) ، والغفلة عن الله تعالى . وهما مرتبطان ومتداخلان ؛ فإنّ الانبهار بـ ( الأنا ) إذا فصله الإنسان عن الله تعالى يحجب الإنسان ويغفله عن الله ، والعكس كذلك صحيح . فإنّ الانصراف والغفلة عن ذكر الله يعطي الفرصة للأنا ليستأثر بمشاعر صاحبه ، ويبهره .
إلاّ أنّ جذور حالة العجب تكمن في ( الغَفلة ) عن ذكر الله ، فإنّ الإنسان إذا كان ذاكراً لله تعالى ، مستحضراً لعظمته وجلاله ورحمته ونعمائه ، لا يمكن أن يكبر عنده ( الأنا ) ، ولا يمكن أن يستأثر الأنا باهتمامه وإعجابه وذكره ، وإنّما يبرز ( الأنا ) في حياة الإنسان بقدر ما يغيب ذكر الله عن قلب الإنسان . وعلى ذلك فإنّ علاج ( العجب ) أيضاً هو من نفس سنخ السبب ، وهو استعادة ذكر الله وتمكينه من العقل والقلب ، وتكريس ( الذكر ) من النفس .
وليس الذكر من مقولة القول واللفظ في شيء ، وإنّما القول واللفظ تعبير وإبراز للذكر ، وحقيقة الذكر هو استحضار صفات الله وأسمائه الحسنى ونعمائه في
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 65