نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 60
كلمتي ( العجب ) و ( الرياء ) .
في العجب يحجب الشيطان الإنسان عن الله بـ ( الأنا ) ، ويجعل الأنا حجاباً بين الإنسان وبين الله ، فتتحوّل العبادة إلى ضدها : إعراضٌ وشركٌ .
وفي الرياء يحجب الشيطان الإنسان عن الله بالغير ، وليس بـ ( الأنا ) فيجعل وِجْهَة عمله ، والغاية من عمله ، هو ( الغير ) وليس الله ، ويستدرج الإنسان من الإخلاص لله تعالى وابتغاء مرضاته إلى ابتغاء مرضاة الآخرين ، وإعجابهم ، فيتحوّل عمل الإنسان من الطاعة والإقبال على الله إلى الشرك والإعراض عن الله .
إذن ، من أخطر مكر الشيطان في حياة الإنسان ( العجب ) و ( الرياء ) ، ونحن في هذه المقالة نحاول أن نبحث عن ( العجب ) ـ إن شاء الله ـ ونتعرف على أسبابه ، وأعراضه ، وأنواعه ، وعلاجه ، من خلال القرآن الكريم .
علاقة الإنسان بنفسه :
من طرائف الفكر الإسلامي تحديد نوع علاقة الإنسان بنفسه ، وهو أُفقٌ واسعٌ في نفس الإنسان ، وقد تتعقد شبكة العلاقة التي تربط الإنسان بنفسه أكثر من تعقيد شبكة العلاقات الاجتماعية التي تربط الإنسان بالآخرين ؛ من أفراد أسرته ، وزملائه ، وأصدقائه ، ومنافسيه ، وأعدائه .
ولكلّ من هاتين الشبكتين ( في النفس والمجتمع ) أصولها وأحكامها ، ومنهاجها التربوي الذي يخصّها ، ولعلّ اهتمام الإسلام بالشبكة الأُولى في علاقة الإنسان بنفسه لا تقلّ عن اهتمامه بالشبكة الثانية في علاقة الإنسان بالآخرين .
وللناس في العلاقة بأنفسهم أطوار مختلفة ، فقد تكون علاقة الإنسان بنفسه قائمة على ( السلام مع النفس ) ـ كما قال المسيح بن مريم (عليهما السلام) : ( وَالسّلاَمُ عَلَيّ يَوْمَ وُلِدتّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ) ، [ مريم : 33 ] .
فهذا طَور من العلاقة بالنفس قائمة على السلام مع النفس ، وقد تكون علاقة الإنسان بنفسه قائمة على أساس من الظلم والاعتداء ، يقول تعالى : ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 60