نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 49
إلى المسيرة الكبرى من خلال هذه اللحظات يغلبه التعب واليأس والخوف ، ويُؤثِر العافية والحياة الآمنة والوديعة على السير على طريق ذات الشوكة .
ولكن لا تحجب لحظة المحنة والمعاناة الإنسان عن رؤية سنن الله تعالى في المسيرة ، وعن رؤية المشيئة الإلهية في حتميّة النصر للقلّة المؤمنة ، يحوّل القرآن ـ كثيراً ـ نظر المؤمنين من الحاضر إلى الماضي ، والمستقبل إلى الماضي ، في استعراض أطراف وقصص من هذه المسيرة ، وإلى آفاق المستقبل البعيد في إعطاء الأقضية والأحكام الإلهية النهائية في الحضارات والأمم والتاريخ .
وعندما يتزود الداعية بهذه الرؤية النفّاذة الثاقبة، بعيدة المدى ، يستطيع أن يعبر معاناة الحاضر إلى سنن الله العامّة ، فتطمئن قدماه على الطريق ، ويربط الله على قلبه ، ويَثبُت للمحنة ، ويواجه التحديّات بصبرٍ وثباتٍ من دون خوف وجزع .
انظروا إلى هذه الصورة المستقبلية الرائعة لحتمية النصر ، والتي تنزّل على المسلمين ساعة النكسة والمحنة في أُحد :
وقد نقلت المسلمين في أُحد ، وهم يعيشون مرارة النكسة والمحنة ، إلى الآفاق البعيدة للمستقبل وإلى السنن الإلهية في حتمية النصر للمؤمنين ( إن كانوا مؤمنين ) .
فتحوِّل النكسة في نفوسهم إلى شعورٍ قويّ بالاستعلاء والقوّة ، والثقة المطلقة بتأييد الله ، ويتحوّل هذا الشعور في نفوسهم إلى تحرّك وعمل متصل ، وعزم على مواصلة الطريق .
وحدة المسيرة وطول النفس في العمل :
3ـ وتعميق الإحساس بالوراثة في نفس الإنسان يفيد في تحسيس الداعية بوحدة المسيرة ، وأنّ هذه المسيرة على امتدادها الطويل ومراحلها الكثيرة فهي مسيرة واحدة يتوارثها الأبناء عن الآباء ، جيلاً بعد جيل ، ويتمتّع فيها الأبناء بما
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 49