نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 37
( أسرع إليك الشيب يا رسول الله ) ، قال : ( شيّبتني هودٌ والواقعة ) [1] .
ثمّ يعلِّم الله تعالى نبيه أمرين يشدّان أزره ، ويربطان على قلبه ، ويثبِّتان فؤاده في هذه المسيرة الصعبة الشائكة ، وهما :
الصلاة ، والصبر
وما أدراك ما الصلاة والصبر ؟ الصلاة في آناء الليل وأطراف النهار ، والدعاء والتضرّع إلى الله ، ومواصلة ذكر الله تعالى والصبر في الغرائب وعلى البأساء والضراء : ( أَقِمِ الصّلاَةَ طَرَفَيِ النّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللّيْلِ إِنّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السّيّئاتِ ذلِكَ ذِكْرَى لِلذّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فإِنّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) .
وقد ذكّر القرآن الكريم المؤمنين ، والدعاء إلى الله ، في أكثر من موضع بالاستعانة بالصبر والصلاة ، في اجتياز العقبات ومجابهة التحديات : ( وَاسْتَعِينُوْا بِالصّبْرِ وَالصّلاَةِ ) ، [ البقرة : 45 ] .
ثمّ تأتي بعد هذه الجولة الرسالية في تاريخ الدعوة ، ومسارها الطويل الشاقّ ، هذه الآية العجيبة التي تبيّن لنا السرّ في تذكير رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، في خضم الصراع والمعاناة ، بهذا التاريخ الطويل المليء بالمعاناة والعذاب .
إنّ السرّ في هذا الاستعراض الطويل هو تثبيت قلب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في معاناته الشاقّة بأطراف من قصص الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) : ( وَكُلاًّ نَقُصّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرّسُلِ مَا نُثَبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) .
وأنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ليجد في استقامة الأنبياء وصبرهم على