وهذه الحرّية في اتخاذ القرار ، والتحرّك باتجاه الصلاح أو الفساد ، تعطي الإنسان دوراً فاعلاً في صنع التاريخ .
وبهذا التوضيح ، نجد أنّ النظرية الإسلامية تختلف اختلافاً جوهرياً عن نظرية ( الحتميّة التاريخية ) التي تتبنّاها المادّية التاريخية ؛ إنّ دورة الحضارة ، وحركة التاريخ تجري في نظرية المادّية التاريخية بصورة حتميّة ، لا يستطيع الإنسان أن يغيّرها .
أمّا في النظرية الإسلامية في حركة التاريخ ، فإنّ الإنسان هو العنصر الفاعل المحرِّك للتاريخ ، وبيده مفتاح حركة دورة التاريخ ، ويتمتّع في هذه الحركة الفاعلة بكامل حريّته في اتخاذ القرار وفي التوجّه والتحرّك .
الدور الفاعل والمسؤول للإنسان في حركة التاريخ :
ليس الإنسان ـ إذن ـ خشبةً عائمةً في مجرى التاريخ ، مسلوب الإرادة والاختيار ، وإنّما يشكّل الإنسان في هذه المسيرة الحضارية عنصراً فاعلاً ومسؤولاً ، ومركزه في التاريخ مركز التغيير والقيادة ، وإلى هذه الحقيقة يشير القرآن الكريم .