نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 100
يطلقوا لأنفسهم العنان في حب الهيمنة والظهور والبروز . روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري ( رحمه الله ) . قال : استأذنت على النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) . فقال : ( من هذا ؟ ) ، فقلت : أنا . فقال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( أنا أنا ... ) . [1]
وفي النصوص الإسلامية يرد كثيراً إبراز وجه البشاعة في الأنا ، وازدراء حالة الأنانية في الإنسان . عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ( ما لابن آدم وللعجب ؛ أوّله نطفة مذرة ، وآخره جيفة قذرة ، وهو بين ذلك يحمل عذرة ) . [2]
ترويض النفس :
ولكبح جماح ( الأنا ) و( الهوى ) ورد في النصوص الإسلامية تأكيد كثير على التضييق على النفس ( الهوى والأنا ) والتشدّد في التعامل معها وترويضها .
فإنّ النفس جموحة ، وكلّما أرسل الإنسان لها العنان يزداد جِماحها ، وكلّما يضيّق الإنسان عليها ويتشدِّد في التعامل معها تتعدّل ، وتنقاد وتنضبط .
والنصوص الإسلامية في ترويض النفس وتطويعها كثيرة . وهذه النصوص إذا جمعت ونظِّمت تتكوّن منها مدرسة كاملة في تهذيب النفس وتربيتها ، يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ( وإنّما هي نفس أروضها بالتقوى ؛ لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ، وتثبت على جوانب المزالق ... ) . [3]
وترويض النفس في الحلال يمكِّن الإنسان منها في الحرام ، وإرسال العنان لها في الحلال يعجِّز صاحبها عنها في الحرام . يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( وايم الله يميناً ، أستثني فيها بمشيئة الله ، أروض نفسي رياضةً تهشُّ معها إلى القرص إذا قدرت