responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة نویسنده : الحلو، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 588

لما يعتلج في صدره، فلما جاء الإسلام سعى إلى عقلنة الأدب العربي ووجّههُ لصالح السير الانساني الذي من خلاله تترجم متطلبات إنسانية تشارك في بناء الشخصية التكاملية التي أرادها الإسلام، فصار الأدب الإسلامي مدرسة خاصة تحمل طموحات الأديب العقائدية، وأضحى الأدب مشروعاً يعبّر عن توجهات الأمة، ثم هو بعد ذلك يتوخى الابداع الأدبي لأسلمة الأغراض الشعرية التي كانت أساساً تعبيراً عن معاناة خاصة يحملها الأديب في نفسه، أو قضية عامة يصبو اليها المجتمع ليعكسها في أدبه.

والمشروع الأدبي الإسلامي بقدر ما هذّب سلوكية الأدب المنفلته أيام العرب الجاهليين فانه أضاف للابداع الشعري أغراضاً خاصة انطلقت للتعبير عن طموحات الأديب، فالشعر القصصي مثلا لم يكن قد تداوله الجاهلي بقدر ما اهتم برواية مشاهد يومية بسيطه، والرثاء الإسلامي الموجه لم يكن معروفاً بقدر ما كان الوقوف على الاطلال وبكاء أهلها الراحلين، والوجدانيات لم تكن متعقلة بقدر ما كان الأديب ينفلت في الهجاء والتفاخر على غير بني قومه، والعصبية القبلية برمجت حتى عواطف الشاعر لتوجهها إلى حرب باردة تجر فيما بعد إلى قتال طاحن ونزيف دماء.

وإذا أضفنا رقماً آخر في حسابات البحث عن عقلنة الإسلام لأدب الأديب، فان الشعر القصصي لم تعد قصصاً منسوجة في خيال الأديب، بل استحدث الأدب الشيعي غرضاً أخر يعبّر عن طموحات قضية ليجعل من الأدب القصصي الخيالي، أدباً موجهاً علمياً استخدم فيه قراءة التاريخ برنامجاً يوجّه فيه قصيدته، ويعبّر عن رؤيته الأدبية ضمن مشروع تاريخي يستقرأ به تاريخ أمته، وينقل فيه مشاهداته التاريخية واستقراءاته في

نام کتاب : موسوعة أدب المحنة نویسنده : الحلو، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 588
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست