ونصها وهو لص في يزيد فلم * * * يزد بها منه غير النقص والعدم
فجل الكون من تل الحسين بم * * * لم يقضِ من حقه العالم الجمم
فكم بطيبة فضَ المحصنات وكم * * * أريق للمصطفى في كربلاء دم
وكم قصيرة خدر للرسول غدت * * * قصيرة الحزن لم تقصر لهانهم
أزفها ترقب الانضاء خدمته * * * والشمس لاحدم عنها ولا خيم
وسامها الخسف أهنى شربها نغص * * * على الشهيد وأدنى سيرها رسم
وألبس السيد السجاد ثوب أسى * * * تبلى الجبال ولا تبلى له لحم
إلى أن أغتصبت بالسم مهجته * * * من الوليد عليه اللعن يرتكم
وباقر العلم من سم ابنه كسفت * * * ذكى بكاه الذي تحي به الأمم
وهكذا لم تزل آل النبي لهم * * * أغراض جور بها أعراضهم هدمو
كم أوحشوا مسجد منهم وكم أنست * * * بهم سجون بها الإسلام ينرغم
ولا كمثل بني العباس لا رقبو * * * إلاّ ولا ذمة بل رحمهم جذمو
ولا حمية إسلام ولا عرب * * * رعوا ولا من رسول الله قربهم
بل يكفهم غصبهم حقاً به شهدت * * * به ثقات لهم عن جورهم كرمو
جنوا بمثل الذي تجني أمية بل * * * على طنابيرهم زادت لهم نغم
سم الرشيد لموسى في السجون كم * * * سم الرضا غيلة مأمونه الأثم[1]
1- وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) الشيخ أحمد آل طعان القديحي القطيفي المطبعة الحيدرية النجف.