responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة نویسنده : الحلو، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 316

وهكذا كانت القصيدة العربية تتهاوى بين مشتهيات الحاكم الذي يحتكر الفن الشعري لصالحه، وبين سذاجة الأديب الذي أحال الأدب إلى وسيلة أستجداء يترف لقمة عيشه بواسطته، والأدب الشيعي الذي يخرج من بين واقعية الاحداث المؤلمة التي حلّت بآل النبي الطيين تتشكل من خلاله شخصية الأديب المتحرقة على مصائب الآل الاطهار، ويحاول أن ينقل هواجسه في مقطوعته الأدبية علّها تعبّر عن بعض مكنون هذا الاحساس الملتهب، بيّد أن هذا المقدار لم يكتف به الأديب الشيعي صاحب القضية التي تشعبت أغراضها وتعددت مطالبها، ووجد أن الأغراض التقليدية غير قادرة على احتواء تشعبات قضيته، وحاول أن يبتكر ألواناً أخرى من الأغراض الشعرية الفنية لتدخل معالم قضيته ضمن دائرته الأدبية الواسعة، لذا فقد سعى إلى تعويم القصيدة الشعرية لتشمل أغراض قضاياه المتعددة.

فمثلا ابتكر الأديب الشيعي فناً شعرياً رائعاً وهو أن يضمّن قصيدته الشعرية وقائع خبر ورد عن أئمته المعصومين (عليهم السلام)، وأدخله في نطاقه الأدبي ليُسّهل على البعض حفظه مثلا أو يثير انتباه الأخرين إلى أهمية الحديث وموضوعيته.

لذا عمد الحجة السيد محمد القزويني إلى اتباع هذا الاسلوب العلمي، فأدخل حديث الكساء في مشروعه الأدبي وتسلسل في روايته حتى خلص إلى فاجعة السيدة الزهراء (عليه السلام)، وكأن حديث الكساء أتاح للسيد القزويني أن ينفتح على مأساة آل الله الذين أتحفهم بمودته وحباهم بكرامته وأنزل فيهم من الآي ما أكد علو منزلتهم عنده وخاصتهم لديه، إلاّ أن الظرف السياسي المرتجل يغيّر هذه المعادلات ويقلب موازناتها الإلهية.

نام کتاب : موسوعة أدب المحنة نویسنده : الحلو، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست