لم يكن الرثاء الفاطمي غرضاً أدبياً يقدّمه الشاعر، بقدر ما هو ضرورة تاريخية إستلهمها الأديب من استقرائه التاريخي، والرثاء الفاطمي بات غرضاً ينبعث من التركيبة النفسية الشيعية ذات المعاناة الأزلية على امتداد التاريخ الإسلامي، ولما كان الشاعر احدى العينات الناضجة لهذا المجتمع الممتحن، فان مأساة هذه الشريحة من الأمة الإسلامية ترجمها الشاعر إلى احساسات وهواجس ناضجة تترفع عن أغراض العاطفة ومطبات الغرض الشخصي، إلى مراقي البرهان والاستدلال، بل ان المأساة الفاطمية لافتة