responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة نویسنده : الحلو، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 14

والخزرج ما أجمعوا عليه[1]، وفي الخزرج من قام خطيباً ليقول.. نحن الانصار وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر قريش رهط نبينا وقد دفت الينا دافة من قومكم فاذا هم يريدون أن يغصبونا الأمر[2].. فقام أبو بكر وقال: يا معشر الانصار إنكم لا تذكرون فضلا إلاّ وأنتم له أهل وأن العرب لا تعرف هذا الأمر إلاّ لقريش، هم أوسط العرب داراً ونسباً، وقد رضيت لكم هذين الرجلين وأخذ بيد عمر وأبي عبيده بن الجراح.. وكأن أبي بكر استنجد بعصبية الانصار يوم أثاروها قبليةً بين حيين تُقاتلُ أوسها خزرجها، وتبغي خزرجها على أوسها بغياً يوجب منها هتك العصمةِ وخذلان الحرمةِ، فلما جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) آخى بينهما فماتت تلك العصبية الرعناء.. ولعل أبا بكر أعوزته الحجة فأثار غبار تلك العصبية التي لا زالت تزكمُ أنوف الحيين.. فأي العربِ لا ترضى هذا الأمر إلاّ في قريش؟ وأي منها تخوّلها القبليةُ حتى لا تختار إلاّ من أواسط العرب داراً ونسباً؟ فان كان الأمر كذلك فبنو هاشم أحق بحجة أبي بكر، وآله أولى بمقالته، ولعل أبى بكر أراد أن يُخمدَ أنفاس الانصارِ الذين إشرأبت أعناقهم ليروا أنهم أحقُ بالأمر منه ومن غيره فقد قال فيهم رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الانصار شعار والناس دثار، ولو أن الناس استقبلوا وادياً أو شعباً واستقبلت الانصار لسلكت وادياً وادي الانصار، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الانصار.

ولعل الانصار لم يقبلوا بمقالة أبي بكر ولا يرضوا من أنفسهم منافسه الأمر أهله، فلم يغب عنهم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي: يا معاشر الانصار،


[1] انظر الكامل في التاريخ 2: 221، 222.

[2] انظر الكامل في التاريخ 2: 221، 222.

نام کتاب : موسوعة أدب المحنة نویسنده : الحلو، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست