نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 1 صفحه : 292
و هذه الصور كلها متعاقبة في الزمان لضيق وعائه، مجتمعة في وعاء الدهر لسعته، و المتفرقات في وعاء الزمان مجتمعات في وعاء الدهر، و لا بد من محل حامل و قابل لتلك الصور المتعاقبة ما شئت فسمه مادة، او هيولى، و كما ان المادة ثابتة لا تزول، فكذلك الصور كلها ثابتة، و الشيء كما نعرف لا يقبل ضده، و الموجود لا يصير معدوما، و المعدوم لا يصير موجودا، و ان انقلاب الحقائق مستحيل
-الروح او النفس المجردة-
و لقد ثبت عند العلماء (الفسيولوجيين) تحقيقا ان كل حركة تصدر من الانسان بل و من الحيوان تستوجب احتراق جزء من المادة العضلية و الخلايا الجسمية، و كل فعل ارادي، او عمل فكري لا بد و ان يحصل منه فناء في الاعصاب، و اتلاف من خلايا الدماغ، بحيث لا يمكن لذرة واحدة من المادة ان تصلح مرتين للحياة، و مهما يبد من الانسان بل مطلق الحيوان من عمل عضلي، او فكري، فالجزء من المادة الحية التي عرفت لصدور هذا العمل تتلاشى تماما ثم تأتي مادة جديدة تأخذ محل التالفة، و تقوم مقامها في صدور ذلك العمل مرة ثانية، و حفظ ذلك الهيكل من الانهيار و الدمار، و هكذا كلما ذهب جزء خلفه آخر، خلع و لبس، و كلما اشتد ظهور الحياة و تكاثرت مزاولة الأعمال الخارجية ازداد تلف المادة و تعويضها و تجديدها، و هذا التلف الدائم لا يزال يعتوره التعويض المتصل من المادة الحديثة الداخلة في الدم، المتكونة من ثلاث دعائم، هي: دعائم الحياة و اسسها الجوهرية (-الهواء، و الماء، و الغذاء) و لو فقد الانسان واحدا منها و لو بمدة قصيرة هلك و فقد حياته،
و هذا العمل التجديدي عمل باطني سري لا يظهر في الخارج الا بعد دقة
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 1 صفحه : 292