(383) 1- الإربليّ (رحمه الله): حكى لي بعض الأصحاب: إنّ الخليفة المستنصر (رحمه الله تعالى) مشى مرّة إلى سرّ من رأى، و زار العسكريّين (عليهما السلام) [1].
قال والدي: ممّا ذكر من الكرامات للأئمّة الطاهرين: في سرّ من رأى في المائة الثانية، و الظاهر أنّه أواخر المائة، أو في أوائل المائة الثالثة بعد الألف من الهجرة.
أنّه جاء رجل من الأعاجم إلى زيارة العسكريّين (عليهما السلام)، و ذلك في زمن الصيف، و شدّة الحرّ، و قد قصد الزيارة في وقت كان الكليددار في الرواق و مغلّقا أبواب الحرم، و متهيّئا للنوم، عند الشبّاك الغربيّ.
فلمّا أحسّ بمجيء الزوّار، فتح الباب و أراد أن يزوّره، فقال له الزائر: خذ هذا الدينار! و اتركني حتّى أزور بتوجّه و حضور.
فامتنع المزوّر، و قال: لا أخرم القاعدة، فدفع إليه الدينار الثاني و الثالث، فلمّا رأى المزوّر كثرة الدنانير ازداد امتناعا، و منع الزائر من الدخول إلى الحرم الشريف، و ردّ إليه الدنانير.
فتوجّه الزائر إلى الحرم، و قال بانكسار: بأبي أنتما و أمّي! أردت زيارتكما بخضوع و خشوع، و قد اطّلعتما على منعه إيّاي.
فأخرجه المزوّر، و غلّق الأبواب ظنّا منه أنّه يرجع إليه و يعطيه بكلّ ما