و أتوسّل إليك بعليّ بن محمّد الراشد، و الحسن بن عليّ الهادي، القائمين بأمر عبادك، المختبرين بالمحن الهائلة، و الصابرين في الإحن [1] المائلة، فصلّ عليهما كفاء أجر الصابرين، و إزاء ثواب الفائزين، صلاة تمهّد لهما الرفعة.
و أتوسّل إليك يا ربّ بإمامنا و محقّق زماننا، اليوم الموعود، و الشاهد المشهود، و النور الأزهر، و الضياء الأنور، المنصور بالرعب، و المظفّر بالسعادة، فصلّ عليه عدد الثمر، و أوراق الشجر، و أجزاء المدر، و عدد الشعر و الوبر، و عدد ما أحاط به علمك و أحصاه كتابك، صلاة يغبطه بها الأوّلون و الآخرون.
اللّهمّ و احشرنا في زمرته، و احفظنا على طاعته، و احرسنا بدولته، و اتحفنا بولايته، و انصرنا على أعدائنا بعزّته، و اجعلنا يا ربّ من التوّابين، يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ و إنّ إبليس المتمرّد اللعين قد استنظرك لإغواء خلقك فأنظرته، و استمهلك لإضلال عبيدك فأمهلته بسابق علمك فيه، و قد عشّش و كثرت جنوده، و ازدحمت جيوشه، و انتشرت دعاته في أقطار الأرض، فأضلّوا عبادك، و أفسدوا دينك، و حرّفوا الكلم عن مواضعه، و جعلوا عبادك شيعا متفرّقين، و أحزابا متمرّدين.
و قد وعدت نقض بنيانه، و تمزيق شأنه، فأهلك أولاده و جيوشه، و طهّر بلادك من اختراعاته و اختلافاته، و أرح عبادك من مذاهبه و قياساته، و اجعل دائرة السوء عليهم، و أبسط عدلك، و أظهر دينك، و قوّ