responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 44

لعبادة الملك العلام، كانوا كالأنعام أو أضلّ سبيلاً، وقد رفع الله عنهم الشقاق، وحصل بينهم الاتفاق، وفرّقوا بين الحلال والحرام، وتوجهوا لأوامر الملك العلام.

ويؤيد ذلك ما رواه إبن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: اللّهم بارك لنا في شآمنا، الله بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا، فقال: اللّهم بارك لنا في شامنا، وفي يمننا، ثم قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: هناك موضوع الزلازل والفتن، وبها (مطلع) قرن الشيطان، رواه البخاري[1] . وإلحاق غير أهل (نجد) بهم من قياس الشاهد على الغائب.

وكيف يخفى على فحول العلماء، وأساطين الفقهاء الذين أقاموا الجمعات والجماعات، وأقاموا الأحكام، وأوضحوا الشبهات، وأمعنوا نظرهم في فهم الآيات والروايات، أنّ الذبح لا يكون إلاّ لجبّار السموات؟ مع أنّ ذلك تلقّاه عن الأكابر الأصاغر، وعن الأوائل الأواخر. فلم يزل أهل الأسلام من قديم الأيام يذبحون للأنبياء والأوصياء والعباد الصالحين، ويهدون الثواب إليهم طلباً لمرضاة رب العالمين.

وإختيارهم للأماكن الشريفة، كحرم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحوه، لما ورد من أنّ الأعمال يتضاعف أجرها لشرف الزمان والمكان، كشرف الكوفة.

روى الأصبغ بن نباتة[2] عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أن الخضر قال له: إنّك في مدينة لا يريدها جبار بسوء إلاّ قصمه الله.

وروي أنّ البركة فيها على إثني عشر ميلاً من سائر جوانبها.

وإن المسلمين كافة يتبرؤون ممن يدعو غير الله، أو يستغيث بغير الله، أو يذبح وينحر لغير الله، أو يحلف بغير الله، على النحو الذي وقع في نظركم أنهم يقصدونه ويتعمدونه، ومعاذ الله أن يكونوا كذلك.

والذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، لو علمت منهم ذلك، لكفرتهم، وهاجرت عنهم، معتقداً وجوب ذلك عليّ، لكن وحقّ من إشتقّ من ظلمة العدم نور الوجود، ما وجدت ذلك منهم، ولا صدر ذلك عنهم، ولا بأس عليكم فربّما إفترى الحاضرون لديكم تقرباً بذلك إليكم، فأقتصر على حدودك التي أنت فيها، فأنّ النفس إذا قنعت، قليل من الدنيا يكفيها.


[1] صحيح البخاري: ج9 (باب الفتن)، حديث16؛ وسنن الترمذي (كتاب المناقب)، حديث 73.

[2] الأصبغ بن نباتة المجاشعي التميمي الكوفي، توفي أوائل القرن الثاني الهجري.

نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست