نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي جلد : 1 صفحه : 563
الخاتم من حديد، أو رصاص، أو نحاس؛ لحديث «الصحيحين»؛ عن سهل:
أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال للّذي خطب الواهبة نفسها: «التمس و لو خاتما من حديد!!». قال: و لو كان فيه كراهة! لم يأذن فيه. و في «سنن» أبي داود بإسناد جيّد؛ عن معيقيب الصحابيّ: كان خاتمه (عليه الصلاة و السلام) من حديد ملويّ عليه فضّة. و المختار أنّه لا يكره؛ لهذين الحديثين. انتهى.
و قال في «شرح مسلم» في الكلام على حديث المرأة الواهبة [نفسها] [1]:
و في هذا الحديث جواز اتّخاذ خاتم الحديد، و فيه خلاف للسّلف حكاه القاضي عياض، و لأصحابنا الشافعيّة في كراهته و جهان، أصحّهما: لا يكره؛ لأنّ الحديث في النهي عنه ضعيف. انتهى كلام النوويّ.
و اعترض تضعيفه للحديث بتصحيح ابن حبّان، و الضياء، و غيرهما له، فاعتذر القسطلاني عن النووي بأنه تضعيف نسبيّ؛ أي: أنّ تضعيفه للحديث إنّما هو بالنسبة إلى مقاومة حديث سهل بن سعد في «الصحيحين»، و غيرهما، في قصة الواهبة نفسها؛ لا مطلقا! فمعنى التضعيف: تقديم حديثهما عليه، على القاعدة في تقديم مرويّهما عند التعارض على غيره؛ و إن كان صحيحا، أو حسنا! إذ كيف يتوهّم أنّه ضعّفه مطلقا،- أي: حقيقة- و له في ذلك عدّة شواهد؛ إن لم ترفعه إلى درجة الصحّة لم تدعه ينزل عن درجة الحسن؟! قال المناوي: و هذا الاعتذار جرى فيه على عادة أهل القرن العاشر من الانتصار لكلام النوويّ كيفما كان.
و الإنصاف: أنّ خبر النّهي دليل صالح لكراهة التنزيه، و حديث «الصحيحين» بيان للجواز معها؛ فلا معارضة، و لذا رجّح المالكيّة كراهة الحديد و نحوه. و إنّما يقدّم خبر الشيخين عند تحقّق المعارضة. انتهى كلام المناوي (رحمه الله تعالى).