responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي    جلد : 1  صفحه : 430

مرجوح، إذ لو كان راجحا ما آثر النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) غيره، و كان- مع كونه أخشى للّه تعالى و أعلمهم به؛ كما صحّ في الحديث- يكثر التزوّج لمصلحة تبليغ الأحكام التي لا يطّلع عليها الرّجال؛ و قد جاء عن عائشة- (رضي الله تعالى عنها)- من ذلك الكثير الطيّب، و لإظهار المعجزة البالغة في خرق العادة، بكونه كان لا يجد ما يتمتّع به من القوت غالبا، و إن وجد؛ فكان يؤثر بأكثره و يصوم كثيرا و يواصل، و الصوم يضعف النكاح، بل هو له و جاء، و مع ذلك فكان يدور على نسائه في السّاعة الواحدة، و لا يطاق ذلك إلّا مع قوّة البدن!! و قوّة البدن تابعة لما يقوم به من استعمال المقوّيات من مأكول و مشروب، و هي عنده- (عليه الصلاة و السلام)- نادرة قليلة جدّا؛ أو معدومة أصلا.

و قال بعض العلماء في حكمة زيادته على أربع: لما كان الحرّ لفضله على العبد يستبيح من النّساء أكثر ممّا يستبيح العبد؛ وجب أن يكون النّبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لفضله على جميع الأمّة يستبيح من النّساء أكثر ممّا تستبيحه الأمّة، و لزيادة فضله على جميع الخلق لم يتقيّد ما أبيح له بعدد، و لم يقصر ما يباح له على ضعف ما يباح للحرّ فقط.

قالوا: و من فوائد ذلك زيادة التّكليف في القيام بهنّ مع تحمّل أعباء الرّسالة، فيكون ذلك أعظم لمشاقّه و أكثر لأجره.

و منها: أنّ النّكاح في حقّه عبادة مطلقا.

و منها: نقل محاسنه الباطنة، فقد تزوج (عليه الصلاة و السلام) أمّ حبيبة بنت أبي سفيان؛ و كان أبوها في ذلك الوقت عدوه و يحاربه، و تزوّج صفيّة بنت حيي؛ و قد قتل أباها و عمّها و زوجها في غزوة خيبر، فلو لم يطّلعن من بواطن أحواله على أنّه أكمل خلق اللّه تعالى؛ لكانت الطباع البشريّة تقتضي نفرتهنّ عنه، و ميلهن إلى آبائهنّ و قرابتهنّ، فكان في كثرة النّساء عنده بيان لمعجزاته، و لمعرفة كماله باطنا، كما عرف منه الرّجال كماله ظاهرا، و هذه حكم و نكات لا تتزاحم، بل كلّ من ظهر له شي‌ء منها أبداه. انتهى كلام «المواهب» مع شي‌ء من الشّرح.

نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست