responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي    جلد : 1  صفحه : 110

التّنبيه الثّاني: في الفوائد المقصودة: من جمع شمائله (صلّى اللّه عليه و سلم)

ليس المقصود من جمع شمائله (صلّى اللّه عليه و سلم) مجرّد معرفة علم تاريخيّ تميل إليه النّفوس، و تجنح إليه القلوب، و يتحدّث به في المجالس، و يستشهد به على المقاصد، و نحو ذلك من الفوائد.

و إنّما المقصود من جمع شمائله (صلّى اللّه عليه و سلم) فوائد أخرى مهمّة في الدّين.

- منها: التّلذّذ بصفاته العليّة و شمائله الرّضيّة (صلّى اللّه عليه و سلم).

(التّنبيه الثّاني: في) بيان (الفوائد) جمع فائدة؛ و هي- لغة-: ما استفدته من علم، أو مال، أو غيرهما؛ كجاه، و- اصطلاحا-: المصلحة المترتّبة على الفعل من حيث إنّها ثمرته و نتيجته. و أما من حيث إنّها في طرف الفعل: فتسمّى «غاية». فالفائدة و الغاية متّحدان ذاتا؛ مختلفان اعتبارا، كما أن العلّة و الغرض كذلك. فالعلّة: هي المصلحة المترتبة على الفعل من حيث إنّها باعثة للفاعل على الفعل، و أما من حيث إنّها مقصودة للفاعل من الفعل؛ فتسمى «غرضا».

و الفائدة و الغاية أعمّ من العلّة و الغرض عموما مطلقا، فتجتمع الأربعة فيما لو حفر بقصد الماء و بعد تمام الحفر ظهر الماء، فإنّ هذا الماء يسمّى «فائدة» من حيث إنّه نتيجة الحفر، و يسمّى «غاية» من حيث إنه في طرف الحفر، و يسمّى «علّة» من حيث إنّه باعث على الحفر، و يسمّى «غرضا» من حيث إنّه مقصود من الحفر.

فاختلفت العبارات باختلاف الاعتبارات، و قد يوجد الأوّلان- أي: الفائدة و الغاية- و لا يوجد الأخيران- أي: العلة و الغرض- كما لو حفر بقصد الماء فبعد تمام الحفر ظهر كنز؛ فيقال له «فائدة»؛ لأنه نتيجة الحفر، و يقال له «غاية»؛ لأنه في آخر الحفر، و لا يقال له علة؛ و لا غرض!! لأنه لم يكن باعثا على الحفر، و لا مقصودا للحافر من الحفر. و اللّه أعلم.

(المقصودة) للمؤلفين (من جمع شمائله (صلّى اللّه عليه و سلم)) في الكتب.

اعلم أنّه (ليس المقصود من جمع شمائله): أوصافه ((صلّى اللّه عليه و سلم) مجرّد معرفة علم تاريخيّ تميل إليه) الأفئدة، و ترتاح إليه (النّفوس)، و تسرّ به الأرواح، و تنشرح له الصدور، (و تجنح إليه القلوب)، و تلتذّ به الأسماع، و تتنزّه فيه الأبصار، (و يتحدّث)- بضمّ أوّله- (به) أي: يذكر و يروى (في المجالس) للاطلاع على سيرة من تقدّم، و للإحاطة بأخبار من سبق، (و يستشهد)- مبنيا للمجهول- أي:

يؤتى (به) شاهدا (على المقاصد) و الأغراض التي تراد، (و نحو ذلك من الفوائد) التاريخية. لا؛ ليس المقصود ذلك.

(و إنّما المقصود من جمع شمائله (صلّى اللّه عليه و سلم)) في الكتب (فوائد)- أي: حصول فوائد (أخرى)- زائدة على ما تقدّم (مهمّة)- أي: يهتم بها- (في الدّين) و يتقرّب بها إلى ربّ العالمين. (منها) أي: هذه الفوائد الأخرى: (التّلذّذ)- أي: حصول اللذّة- (بصفاته العليّة) الكاملة، (و شمائله الرّضيّة)، لأنّ في ذكرها و سماعها تنعّما و تلذّذا بحبيب القلوب و قرّة العيون ((صلّى اللّه عليه و سلم)

نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست