و ذكر الميرزا عبد اللّه أفندي الأصفهاني عن كتاب الدرّ النّضيد في تعازي الإمام الشّهيد للسّيّد النيلي قوله: و قد علمت و لاحت لي الأمارات، و بانت لي دلائل ظاهرة و آيات، أنّ كتابي هذا وقع موقع القبول من اللّه تعالى و رسوله و آل الرّسول (صلى الله عليه و آله)، و لقد كنت عند إرادتي لتحصيل شيء من القصائد الّتي ضمنتها تلك الأبواب و الفصول، و الأخبار الّتي يحسن وصفها في هذا الكتاب الخالية من الفضول، يتيسّر تحصيلها لديّ، و يسهل عليّ، و إن كانت لا يمكن إليها الوصول.
حتّى أنّ بعض تلك القصائد كانت عند [أحد] أصحابنا المؤمنين، الموالين لأهل البيت المحبّين، فأرسلت إليه بعض الغلمان، فلقيه في الطّريق فأخبره أنّي أطلبه في الآن، فسارع نحوي، فلمّا دخل عليّ لم يملك نفسه حتى انكبّ يقبّل يدي و جعل يقول: أسألك بحقّ جدّك الحسين (عليه السلام) إلّا ما سألت اللّه تعالى أن يرحمني، و يقضي عنّي الدّين.
فقلت: يا أخي مالك؟ و ما الّذي نالك؟
فقال: يا مولاي كنت نائما في داري، ملتحفا بإزاري، فإذا قائل يقول لي في نومي: يا هذا قم و أجب ولدي عليّ بن عبد الحميد، و احمل إليه القصيد.
و وقع في خاطري، أنّ القائل إمّا أمير المؤمنين، أو الإمام الحسين (عليهما السلام)، فانتبهت مرعوبا من هذا المنام، و قلت ليس هذا أضغاث أحلام، ثمّ خرجت و قصدتك لاسلّم عليك، فلقيني الغلام و قال: مولاي بعثني إليك.