573. ابن مردويه، عن سفيان بن عيينة، أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جل سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ[1] فيمن نزلت؟ فقال للسائل: سألتني عن مسئلة ما سألني عنها أحد قبلك. حدّثني جعفر بن محمّد عن آبائه: أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) لمّا كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّ و قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فشاع ذلك و طار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) على ناقة له، فنزل بالأبطح عن ناقته و أناخها، فقال: يا محمّد، أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه فقبلنا منك، و أمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك، و أمرتنا بالزكاة فقبلنا، و أمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا، و أمرتنا بالحج فقبلنا، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا! و قلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أم من اللّه عزّ و جلّ؟
فقال له النبيّ (صلى الله عليه و سلم): «و الّذي لا إله إلّا هو إن هذا من اللّه عزّ و جل»، فولّى الحارث بن النعمان و هو يريد راحلته و هو يقول: اللهمّ إن كان ما يقوله محمّد حقا، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل إلى راحلته حتّى رماه اللّه عزّ و جلّ بحجر فسقط على هامته و خرج من دبره فقتله، و أنزل اللّه عزّ و جلّ: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ. [2]