بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي منّ على عباده بالهداية، و لم يخل الأرض من حجّة منذ بدع الإنسان إلى النهاية، و الصلاة و السلام على أنبيائه لا سيّما من بعثه خاتما للرسالة، و جعل شريعته مستمرّة إلى يوم القيامة، و على أوصيائه المعصومين الّذين جعلهم حجّة و نصبهم بالولاية، لا سيّما الإمام المنتظر الّذي يطهّر اللّه به الأرض من الظلم و الغواية.
و بعد، فإنّ ظهور المهدي عليه السّلام الّذي يملأ اللّه الأرض بيده قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا كان شايعا ذايعا بين فرق الإسلام بأجمعهم قديما و حديثا، لكثرة ما تلقّوه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم في ظهوره و سائر شؤونه و أحواله.
و المهمّ للناقد البصير تحصيل طريق المعرفة بشخصه عليه السّلام حتّى يعلم أنه حيّ موجود و إن كان غائبا عن الأنظار، جعلنا اللّه فداه و من كلّ مكروه وقاه، و يظهر إذا أراد اللّه ظهوره، و يندفع ما يمكن أن يتوهّم من أنه لم يولد في زمان ظهوره، و يظهر بذلك أيضا بطلان دعوى من يدّعي المهدويّة ممن عرف بين الناس آباؤه و أجداده كقدوة بعض الفرق الضالّة و إن كان يكفي في القطع بكذبه كونه فاقدا لخصيصة المهدي عليه السّلام القاطعة، أعني كونه يملأ الأرض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا.
فأردنا إيراد جملة وافية من النصوص تبلغ حدّ التواتر المفيد للقطع و اليقين على تعيين شخصه عليه السّلام و أبيه و جدّه بل كلّ فرد فرد من أجداده أيضا إلى أن ينتهي إلى