حدّثنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن المطلّب الشيباني رحمه اللّه قال: أبو مزاحم موسى ابن عبد اللّه بن يحيى بن خاقان المقرئ ببغداد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي قال: حدّثنا محمّد بن حمّاد بن ماهان الدبّاغ أبو جعفر قال: حدّثنا عيسى بن إبراهيم قال: حدّثنا الحارث بن نبهان قال: حدّثنا عيسى بن يقطان عن أبي سعيد عن مكحول و عن واثلة بن الأسقع عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: دخل جندب [1] بن جنادة اليهودي من خيبر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال: يا محمّد أخبرني عمّا ليس للّه و عمّا ليس عند اللّه و عمّا لا يعلمه اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: أمّا ما ليس للّه فليس للّه شريك و أمّا ما ليس عند اللّه فليس عند اللّه ظلم للعباد، و أمّا ما لا يعلمه اللّه فذلك قولكم يا معشر اليهود (إنّ عزير ابن اللّه) و اللّه لا يعلم له ولدا فقال جندب [2] : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه حقّا.
ثمّ قال: يا رسول اللّه إنّي رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السّلام فقال لي: يا جندب [3] أسلم على يد محمّد و استمسك بالأوصياء من بعده فقد أسلمت فرزقني اللّه ذلك فأخبرني بالأوصياء بعدك لأتمسّك بهم، فقال: يا جندب [4] أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل. فقال: يا رسول اللّه إنهم كانوا اثني عشر هكذا وجدنا في التوراة، قال: نعم الأئمة بعدي اثنا عشر، فقال: يا رسول اللّه كلّهم في زمن واحد؟قال:
لا و لكنهم خلف بعد خلف فإنك لا تدرك منهم إلاّ ثلاثة، قال: فسمّهم لي يا رسول اللّه. قال: نعم إنّك تدرك سيّد الأوصياء و وارث الأنبياء و أبا الأئمة عليّ بن أبي طالب بعدي، ثمّ ابنه الحسن، ثمّ الحسين فاستمسك بهم من بعدي و لا يغرّنك جهل الجاهلين فاذا كانت وقت ولادة ابنه عليّ بن الحسين سيّد العابدين يقضي اللّه عليك و يكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه.
[1] و الصحيح هو «جندل» كما في أكثر نسخ الكفاية و كذلك في ينابيع المودّة: ص 442.