نام کتاب : مقامات الزمخشري نویسنده : الزمخشري جلد : 1 صفحه : 93
فيه بأسداد (1) . و رماك بأمور من تلك الأول بأضداد. و افتنّ في الأحاديث كحاطب (2) الليل. و استنّ في الأكاذيب كعائر الخيل.
ملقيا أسباب الفتن بين يدي افتنانه. مخلّفا للآداب و السنن وراء استنانه.
لا يدفع في صدره من حياء دافع. و لا يزعه من دين حق وازع.
و لا ينزعه من عرق صدق نازع. فإذا أنشأ يأكل لحم أخيه بالنقيصة و الثّلب. و يلغ في دمه الحرام ولوغ الكلب. و يصوّب و يصعّد في تمزيق فروته. و يقوم و يقعد في قرع مروته. و يخلط ذلك باستهزاء متتابع. و استغراب (3) متدافع. لم يملك حينئذ عنانه. و لم يثبط عن استهزائه جنّانه (4) فإن لم تقبل عليه بوجهك وصفك بالكبرياء.
و إن لم ترعه سمعك نسبك إلى الرّياء. مسجّلا (5) عليك بالشكاسة و الكزازه (6) . و ناهضا عنك بملء الصدر من الحزازه. و إن أعطيته (1) الضرب بالأسداد عبارة عن الحيلولة و المنع. قال الأسود بن يعفر:
«و من الحوادث لا أبالك أنني # ضربت عليّ الأرض بالأسداد»
(2) شبهه بحاطب الليل: لأنه يخلط بين جيد الحطب و رديئه.
(3) الإستغراب: أقصى مراتب الضحك كأن التبسم أدناها.
يقال: استغرب في ضحكه كأنه طلب الغرب فيه. أي الحد و حكي الكسائي: استغرب على البناء للمفعول.
(4) الجنان: جمع جان قال أوس:
«تبدل حالا بعد حال عهدته # تناوح جنان بهنّ و خبل»
(5) سجل عليه بكذا: شهره به و وسمه. كأنما كتب عليه سجلا.
(6) الكزازة: الإنقباض و ضيق القلب. و رجل كز، و نفس فلان كزّة، و قال شعر: -
نام کتاب : مقامات الزمخشري نویسنده : الزمخشري جلد : 1 صفحه : 93