responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقامات الزمخشري نویسنده : الزمخشري    جلد : 1  صفحه : 205

بين الخبث و الإبريز (1) . و اعلم أنهما عملان فجيّد مجد على صاحبه. وردي مرد لراكبه. و إنما يختار ذو اللبّ ما يمتار به الجدا. و يجتنب ما يجتلب إليه الرّدى. و حاشا لمثلك أن يتولى مثلته. و ينحت بفأسه أثلته. و يضرب بلسانه سواء قذاله، و عرضه بألسنة عذّاله، فلا تحد عن مر يفضي بك إلى ثواب. بعذب تفارقه إلى عذاب. و لا تشبهنّ في إيثار زهرة الدنيا بأكلة الخضر (2) هجمت عليه فآنقها ريه (3) ق-و أرب. و منه حديثه عليه الصلاة و السلام: (من خشي أوّتهن فليس منا) . يريد ما يذهب اليه جهلة الناس و حشويتهم من أن الحيات مسيخ الجن. و انك إذا تعرضت لشي‌ء منها انتصر له منك أخوه أو ابن عمه. و كان هذا من معتقدت أهل الجاهلية الجهلاء فبقي في الاعراب.

و أشباههم من الأغنام. و لهم في الجن حماقات و حكايات قد تكاذبوا فيها أو وضعها من أراد أن يتلهى بهم و يضحك من عقولهم.

(1) الابريز: الخالص من الذهب و الفضة. و هو ما أبرز من صفوته إذا سبك.

(2) الخضر: الأخضر من النبات. قال اللّه تعالى: (فَأَخْرَجْنََا مِنْهُ خَضِراً) [1] و مما ينبت منه في أول الربيع ما يولي. و منه قوله عليه الصلاة و السلام: (و إنّ مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم» .

(3) ريه و نضرته، من قوله تعالى‌ (أَثََاثاً وَ رِءْياً) [2] هو الهيئة الحسنة. و هو فعل بمعنى مفعول من راي.


[1] سورة مريم، الآية 74.

[2] سورة الانعام، الآية 99.

نام کتاب : مقامات الزمخشري نویسنده : الزمخشري    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست