نام کتاب : مقامات الزمخشري نویسنده : الزمخشري جلد : 1 صفحه : 162
بجود حاتم. فلا تدع أجدب (1) ما تغدو رحلا. و أصعب ما تروح محلا. و أضيق ما يكون يدا. و أقلّ ما تصير جدا. أن تجعل الصّدقة على بالك. و للنّحلة (2) حظّا من مالك. إنّ اللّه قد أملكك عققيلة (3) ما يملك. فسق (4) اليه الصّدقة و الصّدقة لا أب لك (5) . (1) أجدب ما يغدو رحلا، انتصابه على الظرف، و معناه لا تدع أن تجعل الصدقة على بالك في أجدب أوقات غدوك رحلا، و رحلا نعت على التمييز من أجدب. كقوله تعالى: (وَ أَقْوَمُ قِيلاً)[1] جعل وقته جديب الرحل على الاسناد المجازي.
(2) النحلة و النحلة: العطية عن طيب نفس من غير عوض. و قد نحله كذا و منه قوله صلّى اللّه عليه و سلّم: (ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن) . و في حديث أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه أنه قال لعائشة رضي اللّه عنها: (إني كنت نحلتك جداد عشرين وسقا بالعالية) .
(3) العقيلة: المختارة من النساء. و من أبيات الحماسة:
معاذ الإله أن يكون كظبية # و لا دمنة و لا عقيلة ربرب»
و عقيلة كل شيء: أكرمه لأن صاحبه يعتقله عند نفسه صيانة.
و قالوا: عقيلة القوم لسيدهم. و قال الخليل: العقيلة المخدرة التي عقلت في بيتها. و قد استعار العقيلة للمختار من المال و قد رشح استعارتها بالاملاك.
(4) و يسوق الصدقة. و هي الصداق قال اللّه تعالى: (وَ آتُوا اَلنِّسََاءَ صَدُقََاتِهِنَّ نِحْلَةً)[2] فحسنت الاستعارة و تمكنت.
(5) الأصل في قولهم: لا أبا لك و لا أم لك: نفي أن يكون له أب حر و أم حرّة. و هو من الأقراف و الهجنة المذمومين عندهم.