ثعلبة بن سعد بن ضبّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر. جاهلي، يقول: [من البسيط]
إنّا منعنا حمانا أن يحلّ به # و الشّرّ و العود أحمت ظهره مضر [1]
تأبى الرّباب و أسياف بها غشم # و في البلاد و في الآفاق معتصر [2]
[618] معقل بن خويلد الهذليّ. مخضرم، كان سيّد قومه، فخالل [3] خالد بن زهير الهذليّ-و هو ابن أخت أبي ذؤيب الهذليّ-امرأة و ابنتها في الجاهلية، فقال معقل [4] : [من الطويل]
أتاني، و لم أشعر به أنّ خالدا # يعطّف أبكارا على أمّهاتها
يعطّف طولاها سناما و حاركا # و مثلك أغنت طلبها عن بناتها [5]
فأجابه خالد بأبيات، يحذّره فيها من نفسه، منها [6] : [من الطويل]
و لا تبعث الأفعى، تداور رأسها # و دعها إذا ما غيّبتها سفاتها [7]
فبلغ ذلك أبا ذؤيب، فقال، يصلح بينهما [8] : [من الطويل]
[618]أحد شعراء هذيل المعدودين. و كان فارسا مغوارا، و سيّدا مطاعا في قومه. و في شعره و أخباره ما يدلّ على شعوره بالتمايز القومي، و على معاداته للأحباش و حبّه للعرب؛ فقد وفد بعد هزيمة أبرهة، عام الفيل (570 م) إلى اليمن، و معه أسارى من فلول الجيش الحبشي، فافتدى بهم من عند الأحباش من أسراء بني كنانة، و أهالي نجد، و عاد إلى قومه، و افتخر بذلك. و في شعره الكثير من الشيم الخلقية و الحربية الرفيعة. انظر له (الإصابة 6/142-143، و شرح ديوان لبيد ص 155، و ديوان الهذليين 3/65-71، و معجم الشعراء في لسان العرب ص 398، و الانتماء في الشعر الجاهلي ص 459، 481-482) . و كان أبوه سيّد هذيل في زمانه، و شاعرا. (الشعر و الشعراء ص 556) .
و جاء في الهامش: «قال ابن إسحاق: و كان فيما يزعم بعض أهل العلم قد ذهب مع عبد المطلب إلى أبرهة، حين بعث إليه حناطة بعمر بن نفاثة بن عديّ بن الديل بن بكر بن كنانة، و هو يومئذ سيد بكر، و خويلد بن واثلة الهذليّ، و هو يومئذ سيد هذيل» . و فيه أيضا: «في كتاب الكلبيّ: ولد معاوية بن تميم سهما. منهم: ابن خويلد، معقل بن خويلد بن واثلة بن مطحل بن مرتضى بن حرب بن جداعة بن سهم، الشاعر» . و فيه أيضا: «في معجم الصحابة لابن قانع: معقل بن خويلد الهذليّ. و كان وجيها فيهم. قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: يا معقل بن خويلد، اتّق مغاضب قريش» .
[1] الشّرّ و العود: قد يكونان من المواضع. و الشرّ: ما يبسط في الشمس ليجفّ. و العود: الطريق القديم العاديّ، و الجمل المسنّ.
[2] غشم: جمع غشوم. و هو الشديد الظلم. و المعتصر: من الاعتصار. و هو أن يخرج من إنسان مالا بغرم أو بوجه غيره. و كتب في (شعر ضبّة و أخبارها) : «بها غشم» . و الغشم: الظلم و الغضب.