لكالمدلج الحيران، أظلم ليله # فهذا أواني، حين أهدي، و أهتدي
هداني هاد غير نفسي، و قادني # إلى اللّه من طرّدت كلّ مطرد
فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: أنت طرّدتني؟فقال: أستغفر اللّه، يا رسول اللّه. و توفّي أبو سفيان سنة عشرين، و صلّى عليه عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنهما.
[608] المغيرة بن شعبة الثّقفيّ. فقئت عينه يوم القادسيّة، و كانت له قبل ذلك نكتة في عينه، و جرت بينه و بين معاوية مراجعة، فقال المغيرة: [من الكامل]
إنّ الذي يرجو سقاطك، و الذي # سمك السّماء مكانها، لمضلّل [2]
أ جعلت ما ألقي إليك خديعة # حاشى الإله، و ترك ظنّك أجمل
و له: [من الرمل]
إنّما موضع سرّ المرء إن # باح بالسّرّ أخوه المنتصح
فإذا بحت بسرّ فإلى # ناصح، يكتمه، أو لا تبح
و هو صاحب معاوية في سائر حروبه و مواطنه، و هو أوّل من أشار عليه بولاية العهد ليزيد ابنه، و أوّل من أجهد نفسه في ذلك بالكوفة عند تقلّده إياها لمعاوية [3] . و فضائله في هذه المعاني كثيرة.
[609] المغيرة بن الأخنس بن شريق-و اسم الأخنس: أبيّ-بن عمرو بن وهب بن علاج بن [608]أحد دهاة العرب. و قادتهم و ولاتهم. صحابيّ، يقال له: (مغيرة الرأي) . ولد بالطائف، و رحل إلى الإسكندرية في الجاهلية، و أسلم سنة 5 هـ، و شهد الحديبية و اليمامة و فتوح الشام و العراق. ولاّه عمر، و عثمان، و كان أحد الذين شهدوا التحكيم، ثم ولاّه معاوية الكوفة، فلم يزل فيها إلى أن مات سنة 50 هـ. و للمغيرة 136 حديثا، و هو أوّل من سلّم عليه بالإمرة في الإسلام. انظر له (الأعلام 7/277، و الأغاني 16/86-110، و البداية و النهاية 8/48-49، و معجم ما استعجم ص 605-606 و شعراء الطائف ص 176-178) . هذا، و أخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين) .
[609]صحابيّ، شاعر، هجا الزبير بن العوّام، و كان حليفا لبني زهرة القرشيين، و قتل يوم الدار، مدافعا عن عثمان بن عفّان سنة 35 هـ. انظر له (الإصابة 6/155، و أنساب الأشراف 5/211-212، و الأعلام 7/276) . هذا، و أخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين) .
[1] الأبيات في (طبقات فحول الشعراء ص 247) ، و هي من قصيدة في (سيرة ابن هشام 4/31) ، و بعضها في (منح المدح ص 305) .