إلى هنا استعرضنا بعض مسائل الخلاف و أشرنا إلى ما كان ظاهرا من منشئها. و في ما يلي ندرس الباعث الحقيقي لما نشأ من الخلاف و هما أمران:
أ-استكبار المخلوقين أبد الدهر.
ب-حاجة السلطة في هذه الأمّة إلى إراءة حياة قدوات الإنسانية بما لا يناقض حياتها الغارقة في الشهوات. و في ما يلي بيانهما:
أ-الباعث الحقيقي الأوّل على ما نشأ من الخلاف
أوّلا-في بدء الخليقة:
حكى اللّه سبحانه عمّا جرى من إبليس حين لم يسجد لآدم (ع) بقوله:
قََالَ يََا إِبْلِيسُ مََا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمََا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ اَلْعََالِينَ `قََالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ... ص/75 و 76.
و قََالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصََالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ الحجر/33.
إنّ إبليس عبد اللّه وحده لا شريك له عمر الملائكة، ثمّ لم يخضع لآدم صفيّ اللّه في عصره و استهان به فكان من أمره ما كان.
أمّا الناس الّذين استكبروا و استهانوا بأنبياء اللّه و أصفيائه بعد ذلك فإليكم أمثلة من أمرهم في ما يأتي:
ثانيا-في الأمم السّابقة:
قال قوم نوح لنبيّهم نوح:
مََا نَرََاكَ إِلاََّ بَشَراً مِثْلَنََا... وَ مََا نَرىََ لَكُمْ عَلَيْنََا مِنْ فَضْلٍ هود/27.