لا منافاة بينهما و ليس شركا أن نقول: اللّه وليّنا و رسوله و من يقيم الصّلاة و يؤتي الزّكاة في الركوع من المؤمنين، لأنّ الولاية للّه و هو الّذي أعطى هذه الولاية لهما كما أعطى للوالد الولاية على ولده.
في كلّ الصّفات المذكورة صحّ أن يقال: اللّه، هو الحاكم و المالك و الشفيع و الولي و... و صحّ-أيضا-أن يقال لمن منح من عبيده هذه الصفات: المالك و الحاكم و الشفيع و الولي. و إنّ أوضح مثال لما قلنا، المورد الآتي.
من يتوفّى الأنفس
قال تعالى: اَلَّذِينَ تَتَوَفََّاهُمُ اَلْمَلاََئِكَةُ ظََالِمِي أَنْفُسِهِمْ النحل/28.
و قال: تَتَوَفََّاهُمُ اَلْمَلاََئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاََمٌ عَلَيْكُمْ النحل/32.
و قال: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنََا وَ هُمْ لاََ يُفَرِّطُونَ الأنعام/61.
و قال: قُلْ يَتَوَفََّاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلىََ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ السجدة/11.
و قال: اَللََّهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهََا الزمر/42.
فمن قال: إنّ الملائكة تتوفّى الأنفس حين موتها بإذن اللّه، لم يكذب و لم يشرك، و من قال: ملك الموت عزرائيل يتوفّى الأنفس حين موتها بإذن اللّه، لم يكذب و لم يشرك. و لا منافاة بين القولين و بين القول بأنّ اللّه يتوفّى الأنفس