فقال الربّ لموسى: خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح وضع يدك عليه و أوقفه قدّام كلّ الجماعة و أوصه أمام أعينهم و اجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كلّ جماعة بني إسرائيل حسب قوله يدخلون و حسب قوله يخرجون.
ففعل موسى ما أمره الربّ، أخذ يشوع و أوقفه قدّام كلّ الجماعة و وضع يديه عليه و أوصاه كما تكلّم الربّ....
و رأينا في القرآن الكريم بعد ما أوحى اللّه إلى خاتم أنبيائه (ص) في شأن الإمام عليّ ما أوحى، رأيناه يقول: يََا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمََا بَلَّغْتَ رِسََالَتَهُ وَ اَللََّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنََّاسِ و رأينا النبيّ (ص) بعد ذلك يأمر بالحجيج أن يجتمعوا في غدير خم، يرجع إليه من تقدم عليه و يلتحق به من تأخّر عنه، ثمّ يوقف الإمام عليّا و يرفعه أمام كلّ الجماعة و هم ينوفون على سبعين ألف و يخاطب الجمع و يقول لهم:
«أ لستم تشهدون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» و لما قال الجمع:
اللهم بلى، جعل الرسول من هيبته هذا على الإمام عليّ و قال:
«من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهمّ وال من والاه و عاد من عاداه... » كان ما أوردناه بعض النصوص الواردة في السنّة النبويّة في تعيين إمام الأمّة و ولي الأمر من بعده. و نذكر في ما يأتي بعض ما ورد في كتاب اللّه في هذا الصدد.