البصري-فقال له: يا ابن رسول اللّه، جعلني اللّه فداك، إنّ الحسن يخبرنا أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجل، و لا يخبرنا من الرجل يََا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ... . فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به، و لكنّه يخاف. إنّ جبرئيل هبط إلى النبيّ (ص) -إلى قوله: -فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تدلّ أمّتك على وليّهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم و زكاتهم و صيامهم و حجّهم، ليلزمهم الحجّة من جميع ذلك، فقال رسول اللّه (ص) : يا ربّ إنّ قومي قريبو عهد بالجاهليّة، و فيهم تنافس و فخر، و ما منهم رجل إلاّ و قد وتره وليهم، و إنّي أخاف-أي من تكذيبهم-. فأنزل اللّه تعالى: يََا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمََا بَلَّغْتَ رِسََالَتَهُ -يريد فما بلّغتها تامة- وَ اَللََّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنََّاسِ فلمّا ضمن اللّه له بالعصمة و خوفه أخذ بيد عليّ... ) [12] .
و روى الحاكم الحسكاني:
عن ابن عبّاس في حديث المعراج، أنّ اللّه عزّ اسمه قال لنبيّه في ما قال:
«و إنّي لم أبعث نبيّا إلاّ و جعلت له وزيرا، و إنّك رسول اللّه (ص) و إنّ عليّا وزيرك» .
قال ابن عباس: [فهبط] [13] رسول اللّه (ص) فكره أن يحدث الناس بشيء منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهليّة-إلى قوله: -فاحتمل رسول اللّه حتّى إذا كان اليوم الثامن عشر أنزل اللّه عليه: يََا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ... -إلى قوله: -فقال:
[12] شواهد التنزيل 1/191، و راجع تفسير الآية في أسباب النزول للواحدي، و نزول القرآن لأبي نعيم.