ذكر المؤرخون و كتّاب السير خرجتين للإمام عليّ إلى اليمن، و نراها ثلاث خرجات كما يأتي بيانها إن شاء اللّه تعالى في باب الاجتهاد، و على كلا التقديرين، فإنّ آخرها كانت في السنة العاشرة للهجرة، حيث التحق الإمام برسول اللّه (ص) في حجّة الوداع قبل يوم التروية. و الشكوى المذكورة في خرجاته لليمن إن كانت قدّمت لرسول اللّه (ص) مرّتين فإنّ أولاهما وقعت في المدينة قبل العام العاشر، و الثانية في مكّة و بعد وصول صحب الإمام إلى النبيّ (ص) قبل يوم التروية، حيث وصلوا مكّة قبل أيّام الحجّ.
و على هذا، فقد توهّم من العلماء من قال: إنّ قصة الغدير وقعت من أجل هذه الشكوى، و ذلك لأنّ قصة الغدير وقعت بعد الحجّ، و في الجحفة و بمحضر من جماهير المسلمين، و حديث الرسول (ص) هنا كان مع الشاكين خاصّة و في نفس المجلس و بعد إظهارهم الشكوى مباشرة.
أما الشكوى الثانية، فصريح الحديث أنها كانت بعد رجوعهما إلى المدينة.