و فعل أكثر من ذلك مع مخازن كتب الخلفاء الفاطميّين بمصر كما ذكره المقريزي [30] (ت: 848 هـ) في ذكر الخزانات الّتي كانت في قصر الفاطميّين و قال عن خزانة الكتب:
و كانت من عجائب الدنيا و يقال: إنّه لم يكن في جميع بلاد الإسلام دار كتب أعظم من الّتي كانت بالقاهرة في القصر. و يقال: إنّها كانت تشتمل على ألف و ستّمائة ألف كتاب، و قال قبلها: (أخذ جلودها عبيدهم و إماؤهم برسم عمل ما يلبسونه في أرجلهم و أحرق ورقها تأوّلا منهم أنّها خرجت من قصر السلطان و أنّ فيها كلام المشارقة الّذي يخالف مذهبهم سوى ما غرق و تلف و حمل إلى سائر الاقطار و بقي منها ما لم يحرق و سفت عليه الرياح التراب فصار تلالا باقية إلى اليوم في نواحي آثار تعرف بتلال الكتب) .
أسّس مكتبة الكرخ وزير البويهيّين من أتباع مدرسة أهل البيت (ع) .
فلمّا استولى السلجوقيّون من أتباع مدرسة الخلفاء أحرقوها و أحرقوا مكتبة الشيخ الطوسي بالكرخ، و فعل أكثر من ذلك بخزائن كتب الخلفاء الفاطميّين بمصر عند استيلاء صلاح الدين على الحكم.
يا ترى كم كتم عنّا من سنّة الرسول (ص) بسبب تحريق الكتب و المكتبات الّتي كان أصحابها من مخالفي مدرسة الخلفاء؟و كم كان فيها أحاديث صحيحة مسلسلة عن رسول اللّه (ص) في حقّ آل الرسول من ضمنها أحاديثه في الوصيّة ذهبت عنّا بسبب هذا النوع من الكتمان؟اللّه أعلم بذلك.